الزائدة الدودية ( المصران الأعور )
مجهولة الوظيفة.. معلومة المخاطر
حوار - صبــاح زنكنه
التهاب الزائدة الدودية من الامراض التي تبدأ بحالة من الاحساس بالانزعاج بالقرب من منطقة الصّرة ومن ثم ينتقل الالم بعد ساعات الى القسم الايمن السفلي من البطن ويزداد حدة.هذا ما يراه الاطباء بشكل عام بما يرتبط بهذا المرض الذي يعد من الامراض المميتة في حال تفاقمها وعدم ادراكها ولتسليط الضوء اكثر على هذا المرض فقد اكد لنا الدكتور عبد الستار عباس اختصاصي الامراض الباطنية ان هذا المرض يكثر بين فئة الشباب
وقد ازدادت حدته في القرن الاخير بسبب التغيير الذي يحصل في نظام الغذاء بشكل متواصل وكذلك البقاء جلوس لفترات طويلة، ولا ننسى ان في حالة عدم تشخيص المرض يتعين على المرضى اعادة الفحص لأنه هناك توقعا ضئيلا في تشخيص اعراضه بنسبة 50% وعن الاسباب الفسلجية التي تولد هذا المرض اجاب: يحدث المرض بسبب انسداد في فتحة الزائدة الدودية حيث يكون الانسداد بسبب ضيق الفتحة الناجمة من تضخم الانسجة اللمفاوية في جدار الزائدة الدودية او بسبب ضيق من التهاب سابق، ويكون الانسداد تاماً بسبب حشر بقايا الفضلات في فتحة الزائدة مؤدية الى حدوث ”غانغريا “ الزائدة او ثقب الزائدة او خراج موضعي او التهاب البريتون العام، وفي حالات اخرى قد يحدث ورم او ”كتلة “ الزائدة المؤذية الملتهبة.
الاعراض السريرية:
* كيف يتم معرفة المرض سريرياً؟
- يأتي ألم مفاجئ ومبهم في منتصف البطن في بادئ الامر وبعد مرور عدة ساعات ينحرف الالم الى اسفل الجهة اليمنى من البطن ”بسبب وصول الالتهاب الى غشاء البريتون “ حيث يرتكز الالم في منطقة تسمى نقطة ”مكبرني “ وهي منطقة تقع في الثلث الاول من الخط المستقيم الواصل بين البروز الامامي العلوي لعظم الحوض والسرة، ويمكن ان يصاحب الالم غثيان وشعور بالوهن.. وانبعاث رائحة كريهة اثناء التنفس، ويمكن ايضاً حصول حالة تقيؤ، وهي حالة نادراً ما تكون شديدة وغالباً ما تكون غير موجودة، وفاتني ان اذكر ان 75% من حالات المرض مصحوبة بالتقيؤ، وكذلك يحصل حالة ازدياد نبض القلب وتسارع ضرباته، وفي المرحلة المبكرة من المرض يوجد ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، ولهذا السبب فأن حدوث رعشة في الجسم وحرارة عالية تجعلان التشخيص غير دقيق. ومن اعراضه، الرغبة في الاضطجاع واحمرار في الوجه وسعال مهيج للالم يتطور الى منطقة صلبة مع التهاب ”البريتون “ كما وتوجد حساسية الم مفرط عند الضغط باليد على مكان الزائدة.
* هناك من يعتقد بوجود تشابه كبير بين اعراض المرض وامراض اخرى؟
- بالتأكيد فبسبب التغيرات الحاصلة في الموقع التشريحي للزائدة الدودية يحصل هناك تشابه التهاب الزائدة بامراض اخرى في البطن فمن الممكن ان يصاب المريض باسهال او امراض بولية او امراض نسائية ايضاً، كذلك فمن الممكن ان يتشابه المرض مع امراض التهاب المرارة الحاد او القرحة الهضمية المثقوبة، او يشبه التسمم الغذائي او التقرح اللمفاوي، ولا ننسى ان هناك اختلافات في الصورة السريرية فمثلاً: التلاميذ المصابون بألم بطن مبهم الذين لم يتناولوا طعامهم المفضل او الطفل الرضيع المصاب بالاسهال والتقيؤ، هذه الاختلافات قد يسهل الامر بعض الشيء.
فعند الكبار هناك حالات تشابه التهاب الزائدة الدودية الحادة كالتهاب الغدّة اللمفاوية غير المحددة وهي حالة قد تكون فايروسية وتتميز بألم مبطن في البطن وحرارة بسيطة، وعند لمس مكان الالم باليد يتحسس اللامس بوجود منطقة اشبه بالعجينة تحت اليد مع صعوبة وجود الم في اسفل الجهة اليمنى من البطن، وسبب صعوبة تمييز هذه الحالة من التهاب الزائدة الحادة فمن الناحية الوقائية اجراء العملية الجراحية اذا اخفق العلاج الوقائي الذي قد يستمر اسابيع عدة.
اما عند البالغين فان التهاب الزائدة الحاد قد يتشابه مع اسباب اخرى للورم في منطقة الاعور مثل التهاب المستقيم التقرّحي او تدرن منطقة اتصال القولون باللفائفي او زحار المستقيم او ورم لمفاوي في المستقيم.
* هناك من يسأل لماذا سمي المصران هذا بالاعور؟ وهل هناك وظيفة محددة للزائدة الدودية؟
- سمي الزائدة الدودية او المصران الاعور بهذه التسمية الاخيرة بسبب شكلها الدودي اذ انها اشبه بالاصبع بشكل زائد في مكان التقاء نهاية الامعاء الدقيقة مع بداية القولون ”الامعاء الغليظة “ وسمي بالاعور لانه مفتوح من ناحية ومغلق من الناحية الاخرى فكأن له عيناً واحدة، واما عن وظيفة الزائدة فليس هناك وظيفة محددة الى الآن.
* يعتقد البعض ان الغربيين يعمدون الى استئصال الزائدة لدى اطفالهم في نعومة اظفارهم.. ما مدى صحة هذا الاعتقاد؟
- لا توجد صحة لهذه الاقوال على الاطلاق حيث ان فتح البطن ليس بالامر اليسير اذ ان لعملية فتح البطن مضاعفات عامة وخطورة يصعب على الطفل تحملها.
* هل للديدان المعوية او الفضلات علاقة بانسداد فتحة الزائدة؟
- كما اسلفت فان الزائدة تلتهب بسبب وجود انسداد وبسبب تضخم الانسجة اللمفاوية في جدار الزائدة او بسبب التهاب سابق ويكون الانسداد تاما بسبب غلق بقايا الفضلات لفتحة الزائدة التي تؤدي الى الحالات التي ذكرناها، اما الانسداد بسبب وجود تكتل كبير من التغيرات المعوية في فتحة الزائدة فهي حالة نادرة الحدوث.
* هل ثمة ادوية تحول دون التهاب المصران، وهل هناك اخرى يتم الاستفادة منها لعلاج الاوجاع وماذا لو استؤصل المصران من اساسه؟
- ليست هناك ادوية تحول دون وقوع الالتهاب في المصران او الزائدة الدودية، اما الادوية المسكنة للألم لا تحول بدورها دون اجراء العملية الجراحية اذا تفاقم الامر، وبالنسبة لاستئصال الزائدة عند اول بادرة وجع فهذا ليس بصحي ما لم يثبت هناك التهاب سريري او مختبري، فكيف يا ترى لو تم استئصاله من دون سبب؟ فهو امر غير مقبول علمياً!!. وقد سألني احدهم عن الاطعمة التي تحول دون التهاب المصران فذكر انه لا توجد اطعمة او اشربة محددة تمنع وقوع هذه الحالة.
مجهولة الوظيفة.. معلومة المخاطر
حوار - صبــاح زنكنه
التهاب الزائدة الدودية من الامراض التي تبدأ بحالة من الاحساس بالانزعاج بالقرب من منطقة الصّرة ومن ثم ينتقل الالم بعد ساعات الى القسم الايمن السفلي من البطن ويزداد حدة.هذا ما يراه الاطباء بشكل عام بما يرتبط بهذا المرض الذي يعد من الامراض المميتة في حال تفاقمها وعدم ادراكها ولتسليط الضوء اكثر على هذا المرض فقد اكد لنا الدكتور عبد الستار عباس اختصاصي الامراض الباطنية ان هذا المرض يكثر بين فئة الشباب
وقد ازدادت حدته في القرن الاخير بسبب التغيير الذي يحصل في نظام الغذاء بشكل متواصل وكذلك البقاء جلوس لفترات طويلة، ولا ننسى ان في حالة عدم تشخيص المرض يتعين على المرضى اعادة الفحص لأنه هناك توقعا ضئيلا في تشخيص اعراضه بنسبة 50% وعن الاسباب الفسلجية التي تولد هذا المرض اجاب: يحدث المرض بسبب انسداد في فتحة الزائدة الدودية حيث يكون الانسداد بسبب ضيق الفتحة الناجمة من تضخم الانسجة اللمفاوية في جدار الزائدة الدودية او بسبب ضيق من التهاب سابق، ويكون الانسداد تاماً بسبب حشر بقايا الفضلات في فتحة الزائدة مؤدية الى حدوث ”غانغريا “ الزائدة او ثقب الزائدة او خراج موضعي او التهاب البريتون العام، وفي حالات اخرى قد يحدث ورم او ”كتلة “ الزائدة المؤذية الملتهبة.
الاعراض السريرية:
* كيف يتم معرفة المرض سريرياً؟
- يأتي ألم مفاجئ ومبهم في منتصف البطن في بادئ الامر وبعد مرور عدة ساعات ينحرف الالم الى اسفل الجهة اليمنى من البطن ”بسبب وصول الالتهاب الى غشاء البريتون “ حيث يرتكز الالم في منطقة تسمى نقطة ”مكبرني “ وهي منطقة تقع في الثلث الاول من الخط المستقيم الواصل بين البروز الامامي العلوي لعظم الحوض والسرة، ويمكن ان يصاحب الالم غثيان وشعور بالوهن.. وانبعاث رائحة كريهة اثناء التنفس، ويمكن ايضاً حصول حالة تقيؤ، وهي حالة نادراً ما تكون شديدة وغالباً ما تكون غير موجودة، وفاتني ان اذكر ان 75% من حالات المرض مصحوبة بالتقيؤ، وكذلك يحصل حالة ازدياد نبض القلب وتسارع ضرباته، وفي المرحلة المبكرة من المرض يوجد ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، ولهذا السبب فأن حدوث رعشة في الجسم وحرارة عالية تجعلان التشخيص غير دقيق. ومن اعراضه، الرغبة في الاضطجاع واحمرار في الوجه وسعال مهيج للالم يتطور الى منطقة صلبة مع التهاب ”البريتون “ كما وتوجد حساسية الم مفرط عند الضغط باليد على مكان الزائدة.
* هناك من يعتقد بوجود تشابه كبير بين اعراض المرض وامراض اخرى؟
- بالتأكيد فبسبب التغيرات الحاصلة في الموقع التشريحي للزائدة الدودية يحصل هناك تشابه التهاب الزائدة بامراض اخرى في البطن فمن الممكن ان يصاب المريض باسهال او امراض بولية او امراض نسائية ايضاً، كذلك فمن الممكن ان يتشابه المرض مع امراض التهاب المرارة الحاد او القرحة الهضمية المثقوبة، او يشبه التسمم الغذائي او التقرح اللمفاوي، ولا ننسى ان هناك اختلافات في الصورة السريرية فمثلاً: التلاميذ المصابون بألم بطن مبهم الذين لم يتناولوا طعامهم المفضل او الطفل الرضيع المصاب بالاسهال والتقيؤ، هذه الاختلافات قد يسهل الامر بعض الشيء.
فعند الكبار هناك حالات تشابه التهاب الزائدة الدودية الحادة كالتهاب الغدّة اللمفاوية غير المحددة وهي حالة قد تكون فايروسية وتتميز بألم مبطن في البطن وحرارة بسيطة، وعند لمس مكان الالم باليد يتحسس اللامس بوجود منطقة اشبه بالعجينة تحت اليد مع صعوبة وجود الم في اسفل الجهة اليمنى من البطن، وسبب صعوبة تمييز هذه الحالة من التهاب الزائدة الحادة فمن الناحية الوقائية اجراء العملية الجراحية اذا اخفق العلاج الوقائي الذي قد يستمر اسابيع عدة.
اما عند البالغين فان التهاب الزائدة الحاد قد يتشابه مع اسباب اخرى للورم في منطقة الاعور مثل التهاب المستقيم التقرّحي او تدرن منطقة اتصال القولون باللفائفي او زحار المستقيم او ورم لمفاوي في المستقيم.
* هناك من يسأل لماذا سمي المصران هذا بالاعور؟ وهل هناك وظيفة محددة للزائدة الدودية؟
- سمي الزائدة الدودية او المصران الاعور بهذه التسمية الاخيرة بسبب شكلها الدودي اذ انها اشبه بالاصبع بشكل زائد في مكان التقاء نهاية الامعاء الدقيقة مع بداية القولون ”الامعاء الغليظة “ وسمي بالاعور لانه مفتوح من ناحية ومغلق من الناحية الاخرى فكأن له عيناً واحدة، واما عن وظيفة الزائدة فليس هناك وظيفة محددة الى الآن.
* يعتقد البعض ان الغربيين يعمدون الى استئصال الزائدة لدى اطفالهم في نعومة اظفارهم.. ما مدى صحة هذا الاعتقاد؟
- لا توجد صحة لهذه الاقوال على الاطلاق حيث ان فتح البطن ليس بالامر اليسير اذ ان لعملية فتح البطن مضاعفات عامة وخطورة يصعب على الطفل تحملها.
* هل للديدان المعوية او الفضلات علاقة بانسداد فتحة الزائدة؟
- كما اسلفت فان الزائدة تلتهب بسبب وجود انسداد وبسبب تضخم الانسجة اللمفاوية في جدار الزائدة او بسبب التهاب سابق ويكون الانسداد تاما بسبب غلق بقايا الفضلات لفتحة الزائدة التي تؤدي الى الحالات التي ذكرناها، اما الانسداد بسبب وجود تكتل كبير من التغيرات المعوية في فتحة الزائدة فهي حالة نادرة الحدوث.
* هل ثمة ادوية تحول دون التهاب المصران، وهل هناك اخرى يتم الاستفادة منها لعلاج الاوجاع وماذا لو استؤصل المصران من اساسه؟
- ليست هناك ادوية تحول دون وقوع الالتهاب في المصران او الزائدة الدودية، اما الادوية المسكنة للألم لا تحول بدورها دون اجراء العملية الجراحية اذا تفاقم الامر، وبالنسبة لاستئصال الزائدة عند اول بادرة وجع فهذا ليس بصحي ما لم يثبت هناك التهاب سريري او مختبري، فكيف يا ترى لو تم استئصاله من دون سبب؟ فهو امر غير مقبول علمياً!!. وقد سألني احدهم عن الاطعمة التي تحول دون التهاب المصران فذكر انه لا توجد اطعمة او اشربة محددة تمنع وقوع هذه الحالة.
