فضائل الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الشيخ أحمد عدنان المعمار
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا الاكرم وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم الابدي على اعدائهم الى قيام يوم الدين وبعد ..
الحديث عن الشخصيات الاسلامية العظيمة في حد ذاته شرف كبير وتوفيق خاص والدليل على ذلك الروايات المتواترة عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله)خصوصا أئمة أهل البيت (عليه السلام) فإن ذكرهم له ماله من الثواب والأجر الكبيرين.
ونختصر ما مملوء به التاريخ الإسلامي المنصف من فضائل ومناقب لشخصية هي الأعظم والأفضل والاكثر ذكرا بعد النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) ألا وهو سيد الموحدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) حيث لا يخفى على المطالع الكريم فضل هذا الرجل الكبير على الاسلام وتضحياته وأخلاقه ومواقفه الحكيمة في تمثيل الاخلاق التي يريدها الله تعالى والاسلام الكريم ومناقبه (عليه السلام) كثيرة وقد كتبت في فضائله كثير من المصنفات والمؤلفات والمجاميع والمتتبع لكتب الفهارس يجد ذلك جليا واضحا والاحاطة بها ضرب من المحال فانه (عليه السلام) مجمع دائرة الكمال والفضائل بل منه استمد اهل الفضل فضائلهم وإليه انتهت رئاسة أهل الفضل , وذلك لأنه (عليه السلام) يستمد من فوارة النور اللامتناهي ألا وهو الرسول المصطفى (صلى الله عليه وآله) لأنهما سنخٌ وفرع, إذ قال عليه السلام : ( أنا من محمد كالضوء من الضوء )
والروايات كما اشرنا في صدر الكلام كثيرة و متواترة في فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) نذكر بعضها في فضل المحب له وعقاب المبغض له :
الرواية الاولى :
((عن نافع ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي : يا علي إذا كان يوم القيامة يؤتى بك على نجيب من نور و على رأسك تاج يضئ يكاد نوره يخطف أبصار أهل الحشر فيأتي النداء من عند الله جل جلاله : أين خليفة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فتقول : يا علي ها أنا فينادي المنادي: من أحبك أدخله الجنة ، ومن عاداك أدخله النار فأنت القسيم بين الجنة والنار بأمر الملك الجبار ))[1]
ومن هذه الرواية الشريفة نتعرف على إطلاق لقب (الفاروق) لأمير المؤمنين (عليه السلام) لأنه المعيار بين الحق والباطل وبه يُعرف المؤمن من الكافر, ويؤيد هذا المعنى الرواية الواردة عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) :
( يا علي لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ) فهذا نص صريح بأن عليا (عليه السلام) المعيار والميزان بين الإيمان والنفاق.
الرواية الثانية في الحديث القدسي بحق أمير المؤمنين (عليه السلام): (( عن الريان بن الصلت، قال: سمعت مولاي علي بن موسى الرضا يقول: سمعت أبي موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي يقول: سمعت أبي علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: سمعت اللّه جل جلاله يقول: علي بن أبي طالب حجتي على خلقي، ونوري في بلادي، وأميني على علمي، لا أُدخل النار من عرفه وإن عصاني، ولا أُدخل الجنة من أنكره وإن أطاعني))[2]
وهذه الرواية مليئة بالمعاني كون ناقليها من أعظم الخلق وهم حجج الله في أرضه وسمائه حيث بينت ان الذي يعرف علي بن ابي طالب (عليهما السلام) حق معرفته كان من الفائزين والمعرفة هنا يقصد بها ولايته والاقتداء به والتمسك به وبعترته الطاهرين .
الرواية الثالثة :
((عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)يقول : إن للشمس وجهين : فوجه يضئ لأهل السماء ووجه يضئ لأهل الأرض ، وعلى الوجهين منهما كتابة . ثم قال : أتدرون ما تلك الكتابة ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم . فقال : الكتابة التي تلي أهل السماء { الله نور السماوات والأرض } . وأما الكتابة التي تلي أهل الأرض : علي عليه السلام نور الأرضين)) . [3]
الرواية الرابعة :
((عن عبدالله بن أسعد بن زرارة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اُوحي إليَّ في علي ثلاث : أنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ))[4]
خلاصة القول :
ينبغي على المؤمنين أن يطالعوا ويقرأوا التاريخ المليء بفضائل ومناقب الامام العظيم علي بن ابي طالب (عليهما السلام) مما فيها من اسباب نجاة الأمة الإسلامية إذ تمثل السراج الذي يضيء دياجي الظلام والصراط المستقيم وحبل الله سبحانه الممدود رحمة للعالمين , رزقنا الله وإياكم ولايته ومعرفته والتمسك به في الدنيا والاخرة, أنه سميع قريب مجيب
والحمد لله رب العالمين
1- كتاب بحار الانوار : 7 / 232 و ينظر ايضا : الجزء : 39 / 199 .
2 - كتاب بحار الانوار: 27/ 116.
3 - بحار الانوار : 27 / 9 .
4 - كنز العمال : 11 / 285.