حمى التيفوئيد الاسباب الاعراض العلاج الوقاية من مرض التيفوئيد
التيفوئيد أحد الأمراض الوبائية في العالم، تسببه نوع من بكتريا (سالمونيلا تايفي) تنتقل عن طريق تناول السوائل والأطعمة الملّوثة بها (أي ليس للشمس علاقة بالإصابة بهذا المرض، هذه البكتريا تموت بالغليان وتقاوم الجفاف والتجميد وبإمكانها العيش عدة أيام في الماء، وكذلك بإستطاعتها التكاثر بالحليب ومشتقاته، إن نسبة الإصابة بهذا المرض تزداد بتراجع المستوى الصحي والبيئي للسكان، إن أحد أسباب إستمرار توطن هذا المرض هو وجود أشخاص حاملي المرض، حاملي البكتريا في أجسادهم دون ظهور الأعراض وخصوصًا العاملين منهم في إعداد وتصنيع وتقديم المواد الغذائية سواء بالمعامل أو بالمطاعم في أغلب حالات حاملي المرض وجد تعشعش البكتيريا في كيس المرارة لديهم خصوصًا أولئك المصابين بحصى المرارة، والذين يصبحون المصدر الرئيس والخطر في نقل وإنتشار المرض، إن سرعة إنتشار المرض تتصاعد مع الهبوط الملحوظ بالخدمات الصحية العامة، والإزدحام السكاني، وإنخفاض مستوى النظافة الشخصية والعامة وخصوصًا في أوقات الحروب .
إن الربط بين الصيف وبين الأصابة بالتيفوئيد، (والناس يعتقدون خطأ إن سبب الأصابة هو التعرض للشمس في حين المعروف إن من مضاعفات التعرض غير الأعتيادي للشمس هو الأصابة بضربة الشمس / والتي تختلف كليًا عن التيفوئيد)، عائد إلى أزدياد وسائط نقل الجرثومة المسببة للمرض ومنها إنتشار عربات ومحلات بيع المرطبات والسوائل والعصائر...الخ، وكذلك تناول الحليب الملوث بالجرثومة وبيض السمك المصاب بالجرثومة، هذا إضافة الى الإستخدام الأوسع للمسابح قياسًا للشتاء، حيث يعد ماء المسابح من بؤر التلوث بهذه البكتيريا.
بعد أن تدخل البكتريا عن طريق الفم فإنها تخترق غشاء الأمعاء المخاطي والغدد المساريقية للتكاثر حيث تذهب إلى مجرى الدم غازيةً الكبد والطحال لتضاعف أعدادها وهذا ما يفسر سبب الآلام القوية في منطقة البطن وفي أحيان الإخراج الدموي.
إن المرض يمر بعدة مراحل وبالأسابيع:
الأسبوع الأول:
تبدأ الأعراض والعلامات تدريجيًا متمثلة بالنحول، آلام المفاصل، صداع وفقدان الشهية والقشعريرة. في نهاية الأسبوع يكون المريض راقدًا بالفراش مع آلام بالبطن مصحوبة في أغلب الأحيان بالإمساك، حرارة الجسم ترتفع تدريجيًا تصل إلى (40) درجة مئوية (يصاحبها تباطؤ ضربات القلب)، في نهاية الإسبوع يمكن ملاحظة طفح جلدي سرعان ما يختفي .
الأسبوع الثاني :
الحرارة تبقى مرتفعة بإستمرار، ضربات القلب تتحول الى التسارع ، ازدياد مظاهر التعب على المريض، ظهور بعض التقيحات على الأسنان ، الفم جاف والشفتان شاحبتان ، وربما يعاني المريض من الهذيان، آلام بالبطن التي تكون منتفخة مع إحتمال حدوث الإسهال بلون مائل الى الإخضرار، في نهاية هذا الأسبوع تحدث بعض المضاعفات مثل ذات الرئة.
الأسبوع الثالث:
تبدأ الحرارة بالإنخفاض، أعراض الجهاز الهضمي تختفي مع عودة الشهيّة للمريض، ولكن في بعض الحالات المؤسفة يكون الإسبوع الثالث هو الأخطر عندما تكون الأعراض أكثر صعوبة فيعاني المريض من الجفاف والإزرقاق ومن فقدان الوعي وأحيانًا الغيبوبة وعندها يعاني المريض من مضاعفات خطرة جدًا، ويبدو أخطرها النزوفات الدموية، هناك تباينات واسعة جداً بين المرضى من حيث الأعراض وشدة المرض فمنها ما هي بسيطة ومنها ما تحصل فيها المضاعفات...
قلنا إن حاملي المرض يعدّون أخطر مصادر إنتشار المرض، وغالبًا ما تتواجد البكتريا عندهم في كيس المرارة وخصوصًا التي فيها الحصى والذي يكتشف بالصدفة من خلال الفحوصات الشعاعية أو غيرها. إن حاملي المرض يمكن إكتشافهم من خلال إجراء الفحص البكتيري للبراز، ولأهمية تحليل الخروج في حمى التي فوئيد فالأطباء يعتمدون على تحليله لستة مرات متتالية ليتأكدوا من خلوه من البكتريا المسببة وبالتالي يقررون إن المريض قد إكتسب الشفاء التام وإنه ليس بحامل للمرض .
تشخيص المرض :
إضافة الى ما ورد من علامات وأعراض خلال أيام المرض فيمكن إجراء بعض الفحوصات المختبرية ومنها :ـ
1)الفحص البكتيري للدم
2) الفحص البكتيري للخروج
3)الفحص البكتيري للإدرار
4)الفحص السيرولوجي للدم وهو ليس فحصًا خاصًا بالتيفوئيد وإنما تشترك معه بعض الأمراض الأخرى ولا يعّول عليه كثيرًا بالتشخيص.
5)فحص الدم /يتغيرعدد كريات الدم البيضاء وبمرحلة معينة من مراحل المرض .
هناك بعض الأمراض التي تشبه مرض التي فوئيد :ـ
1ـ الباراتيفوئيد (تسببه بكتيريا سالمونيلا باراتايفي) / الأعراض والعلامات نفسها ولكن أبسط بكثير .
2ـ إلتهاب اللوزتين والقصبات والإنفلونزا 3ـ بعض أنواع التدرن
4ـ إلتهاب النسيج الداخلي التدرني للأمعاء 5ـ بعض أنواع الخراجات في البطن
6ـ حمى مالطا(البروسيلا)
7ـ حمى التيفوس
العلاج والإجراءات :
أولاًـ العام
أ)الراحة بالفراش ب) المعقمات بعد التبول والإخرج
ج)تغذية جيدة ومناسبة د) بعض السوائل الوريدية /وحسب الإحتياج
ثانياًـ الخاص
المضادات الحيوية
ثالثاً ـ معالجة الإختلاطات / كل حسب حالته
رابعاً ـ حاملي المرض
بعد التأكد من كون المريض يحمل المرض يعطى المضادات الحيوية وبنسب محسوبة ولمدة ثلاثة أشهر ، أما المريض الذي يعاني من مشاكل بالمرارة فرفعها هو المفضّل بالوقت الحاضر .
خامساً ـ التحصين
يتوفر لقاح ضد التي فوئيد والباراتيفوئيد نوعي أ وب ، يزرق في الجلد على جرعتين . يعطى لقاح التي فوئيد الى العسكريين والى الذين يمارسون رياضة السباحة في المسابح العامة، والتلقيح ربما يعطي في بعض الأحيان صورة مخففة عن المرض لدى المتلقح .
ملاحظة : ما يؤسف له إن أغلب المختبرات(وبالتعاون مع الأطباء للأسف الشديد) يوهمون المرضى بتحليل سيرولوجي وهوتحليل(ويدال)،هذا التحليل هو أخذ عينة من دم المريض ويتم تعاملها مع مواد معينة لغرض أثبات إن المريض مصاب بالتيفوئيد ولكنهم لايشرحون للمريض إن هذا التحليل غير تشخيصي ولايُعتمد عليه كونه يعطي نتائج وهمية في الكثير من الأحيان ، وليس هذا وحسب وإنما يوهمون الناس بضرورة إعادة التحليل في حين إن النسب لا تتغير في هذا الإختبار إلاّ بعد مرور ستة أشهر على أقل تقدير .
خلاصة الكلام إن هذا التحليل لا يعتمد عليه كونه غير تشخيص
منقول
عسى الله يبعد عنكم كل شر